الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم أخبرهم بثوابهم وجمعهم في دخول الجنة، فقال: جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير  وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور  الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 506 ] جنات عدن يدخلونها قال مقاتل : يعني الأصناف الثلاثة.

                                                                                                                                                                                                                                      والآية مفسرة في سورة الحج، ولما دخلوها واستقرت بهم الدار حمدوا ربهم على ما صنع بهم، وهو قوله: وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن الحزن والحزن واحد، كالبخل والبخل، قال ابن عباس في رواية أبي الجوزاء : هو حزن النار، وقال مقاتل : لأنهم كانوا لا يدرون ما يصنع الله بهم، وقال الكلبي : يعني: ما كان بحوزتهم في الدنيا من أمر يوم القيامة، وقال سعيد بن جبير : هم الخبز في الدنيا، وقال الزجاج : أذهب الله عن أهل الجنة كل الأحزان ما كان منها لمعاش أو معاد.

                                                                                                                                                                                                                                      حدثنا الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن محمد الإسفرائيني ، إملاء في مسجد عقيل سنة سبع عشرة وأربع مائة، أنا الإمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، نا أبو العباس أحمد بن محمد البراثي ، نا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في منشرهم، وكأني بأهل لا إله إلا الله قد خرجوا من القبور ينفضون التراب عن رؤوسهم وهم يقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن   .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: إن ربنا لغفور شكور قال ابن عباس : غفر العظائم من ذنوبهم، وشكر اليسير من محاسن أعمالهم.

                                                                                                                                                                                                                                      الذي أحلنا دار المقامة قال مقاتل : أنزلنا دار الخلود، أقاموا فيها ألا يموتون ولا يتحولون عنها أبدا. من فضله أي: ذلك بفضله لا بأعمالنا،لا يمسنا فيها نصب لا يصيبنا في الجنة عناء ومشقة، ولا يمسنا فيها لغوب وهو الإعياء من التعب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية