الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون  ونجيناه وأهله من الكرب العظيم  وجعلنا ذريته هم الباقين  وتركنا عليه في الآخرين  سلام على نوح في العالمين  إنا كذلك نجزي المحسنين  إنه من عبادنا المؤمنين  ثم أغرقنا الآخرين  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ولقد نادانا نوح دعا ربه على قومه فقال: أني مغلوب فانتصر فلنعم المجيبون نحن، يعني: أجبنا دعاءه وأهلكنا قومه الكافرين.

                                                                                                                                                                                                                                      ونجيناه وأهله من الكرب الغم، العظيم الذي لحق قومه، وهو الغرق.

                                                                                                                                                                                                                                      وجعلنا ذريته هم الباقين وذلك أنه لم يبق من نسل من كان معه في السفينة إلا من ولد نوح ، يدل على هذا ما:

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد ، أنا أبو علي بن أحمد الفقيه ، أنا إبراهيم بن عبد الله الزيني ، نا بندار ، نا محمد بن خالد بن عثمة ، نا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في قوله: وجعلنا ذريته هم الباقين قال: سام وحام ويافث، فسر الذرية الباقية بهؤلاء الثلاثة، فسام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم   .

                                                                                                                                                                                                                                      وتركنا عليه في الآخرين في الذين يجيئون بعده إلى يوم القيامة، قال ابن عباس ، ومقاتل : تركنا عليه ثناء حسنا، وهو قوله: سلام على نوح في العالمين يعني بالسلام الثناء الحسن، قال الزجاج : تركنا عليه الذكر الجميل إلى يوم القيامة، وذلك الذكر قوله: سلام على نوح أي: تركنا عليه في الآخرين أن يصلى عليه إلى يوم القيامة، إنا كذلك نجزي المحسنين قال مقاتل : جزاه الله بإحسانه الثناء الحسن في العالمين.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 528 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية