[ ص: 538 ] بسم الله الرحمن الرحيم.
ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص
قال : صدق الله، وقال الضحاك ، عن عطاء : صدق ابن عباس محمد صلى الله عليه وسلم.
والقرآن ذي الذكر الشرف، كقوله: وإنه لذكر لك ولقومك وجواب القسم قد تقدم، أقسم الله تعالى بالقرآن أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد صدق، كما تقول: فعل والله، وقام والله، وقال أهل المعاني: جواب القسم محذوف بتقدير: والقرآن ذي الذكر ما الأمر كما يقول الكفار، ودل على هذا المحذوف قوله تعالى: بل الذين كفروا قال : كفروا بالتوحيد من مقاتل أهل مكة في "عزة" حمية وتكبر عن الحق، "وشقاق" خلاف وعداوة لمحمد صلى الله عليه وسلم، ثم خوفهم، فقال: كم أهلكنا من قبلهم من قرن يعني: الأمم الخالية المهلكة بتكذيب الرسل، فنادوا عند وقوع الهلاك بهم باستغاثة، ولات حين مناص أي: ساعة لا منجى ولا فوت، قال : ليس حين نزو ولا فرار، وقال ابن عباس : نادى القوم على غير حين النداء، والمناص: مصدر ناص ينوص وهو الفوت والتأخر، ولات بمعنى ليس بلغة قتادة أهل اليمن ، وقال النحويون: هي لا زيدت فيها [ ص: 539 ] التاء، كما قالوا: ثم وثمت، ورب وربت، وأصلها هاء وصلت بـ"لا"، فقالوا: لا لغير معنى حادث، كما زادوا هاء في ثمة، فلما وصلوها جعلوها تاء، والوقف عليها بالتاء عند الزجاج وأبي علي ، وعند الوقف عليها بالهاء، نحو قاعدة وضاربة، وعند الكسائي أبي عبيد الوقف على ثم يبتدئ: تحين مناص؛ لأن عنده أن هذه التاء تزاد مع حين، فيقال: كان هذا تحين كان ذاك.