قوله: لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب
لهم من فوقهم ظلل من النار يعني: أطباقا من النار تلتهب عليهم، كقوله تعالى: يوم يغشاهم العذاب من فوقهم الآية، ومن تحتهم ظلل مهاد من النار. قال : وهي لمن تحتهم ظلل، وهكذا حتى تنتهي إلى القعر. السدي
ذلك الذي وصف من العذاب، يخوف الله به عباده المؤمنين، يعني أن ما ذكر من العذاب معد للكفار، وهو تخويف للمؤمنين ليخافوا فيتقوه بالطاعة والتوحيد، ثم أمرهم بذلك فقال: يا عباد فاتقون .
قوله: والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها يعني الأوثان والشيطان، وأنابوا إلى الله رجعوا إليه بالطاعة، لهم البشرى بالجنة، فبشر عباد الذين يستمعون القول يعني القرآن، فيتبعون أحسنه قال : يتبعون أحسن ما يؤمرون به، فيعملونه، وقال السدي ، عن عطاء : ابن عباس رضي الله عنه آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدقه، فجاءه أبا بكر الصديق عثمان ، ، وعبد الرحمن بن عوف وطلحة ، والزبير ، ، وسعيد بن زيد رضي الله عنهم، فسألوه، فأخبرهم بإيمانه، فآمنوا ونزلت فيهم وسعد بن أبي وقاص فبشر عباد الذين يستمعون القول إن يعني: من أبي [ ص: 576 ] بكر فيتبعون أحسنه، أي حسنه، وكله حسن، ثم أثنى عليهم بباقي الآية ووصفهم بالهداية والفضل.