الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله: لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون  والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد  الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب  

                                                                                                                                                                                                                                      لهم من فوقهم ظلل من النار يعني: أطباقا من النار تلتهب عليهم، كقوله تعالى: يوم يغشاهم العذاب من فوقهم الآية، ومن تحتهم ظلل مهاد من النار. قال السدي : وهي لمن تحتهم ظلل، وهكذا حتى تنتهي إلى القعر.

                                                                                                                                                                                                                                      ذلك الذي وصف من العذاب، يخوف الله به عباده المؤمنين، يعني أن ما ذكر من العذاب معد للكفار، وهو تخويف للمؤمنين ليخافوا فيتقوه بالطاعة والتوحيد، ثم أمرهم بذلك فقال: يا عباد فاتقون .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها يعني الأوثان والشيطان، وأنابوا إلى الله رجعوا إليه بالطاعة، لهم البشرى بالجنة، فبشر عباد الذين يستمعون القول يعني القرآن، فيتبعون أحسنه قال السدي : يتبعون أحسن ما يؤمرون به، فيعملونه، وقال عطاء ، عن ابن عباس : إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدقه، فجاءه عثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة ، والزبير ، وسعيد بن زيد ، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم، فسألوه، فأخبرهم بإيمانه، فآمنوا ونزلت فيهم فبشر عباد الذين يستمعون القول  يعني: من أبي [ ص: 576 ] بكر فيتبعون أحسنه، أي حسنه، وكله حسن، ثم أثنى عليهم بباقي الآية ووصفهم بالهداية والفضل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية