الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم. هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا  إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا  إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا  

                                                                                                                                                                                                                                      هل أتى قال المفسرون، وأهل المعاني: قد أتى، فهل هاهنا خبر، وليس باستفهام. على الإنسان يعني: آدم ، حين من الدهر قدر أربعين سنة، لم يكن شيئا مذكورا لا في السماء، ولا في الأرض، يعني: أنه كان جسدا ملقى من طين، قبل أن ينفخ فيه الروح  ، قال عطاء ، عن ابن عباس : إنما تم خلقه بعد عشرين ومائة سنة.

                                                                                                                                                                                                                                      وسمع عمر بن الخطاب رجلا يقرأ هذه الآية، فقال: ليت ذلك تم. يعني: ليته بقي على ما كان عليه. فكان لا يلد، ولا يبتلى بأولاده.

                                                                                                                                                                                                                                      إنا خلقنا الإنسان يعني: ولد آدم ، من نطفة أمشاج أخلاط، واحدها: مشج، وهو شيئان مخلوطان، يعني: اختلاط نطفة الرجل بنطفة المرأة، أحدهما أبيض والآخر أصفر، فما كان من عصب، وعظم، وقوة، فمن نطفة الرجل، وما كان من لحم، ودم، وشعر، فمن ماء المرأة، وتم الكلام، ثم قال: نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا قال الفراء : المعنى: جعلناه سميعا بصيرا لنبتليه. ذكر أنه أعطاه ما يصح معه الابتلاء، وهو السمع والبصر.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: إنا هديناه السبيل قال عطاء : بينا له سبيل الهدى.

                                                                                                                                                                                                                                      إما شاكرا وإما كفورا إما موحدا طائعا لله، وإما مشركا بالله في عمله، والمعنى: أنه بين له سبيل التوحيد [ ص: 399 ] بنصب الأدلة، وبعث الرسل  ، شكر الإنسان فآمن، أو جحد فكفر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية