بسم الله الرحمن الرحيم. هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا
هل أتى قال المفسرون، وأهل المعاني: قد أتى، فهل هاهنا خبر، وليس باستفهام. على الإنسان يعني: آدم ، حين من الدهر قدر أربعين سنة، لم يكن شيئا مذكورا لا في السماء، ولا في الأرض، يعني: أنه ، قال كان جسدا ملقى من طين، قبل أن ينفخ فيه الروح ، عن عطاء : إنما تم خلقه بعد عشرين ومائة سنة. ابن عباس
وسمع رجلا يقرأ هذه الآية، فقال: ليت ذلك تم. يعني: ليته بقي على ما كان عليه. فكان لا يلد، ولا يبتلى بأولاده. عمر بن الخطاب
إنا خلقنا الإنسان يعني: ولد آدم ، من نطفة أمشاج أخلاط، واحدها: مشج، وهو شيئان مخلوطان، يعني: اختلاط نطفة الرجل بنطفة المرأة، أحدهما أبيض والآخر أصفر، فما كان من عصب، وعظم، وقوة، فمن نطفة الرجل، وما كان من لحم، ودم، وشعر، فمن ماء المرأة، وتم الكلام، ثم قال: نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا قال : المعنى: جعلناه سميعا بصيرا لنبتليه. ذكر أنه أعطاه ما يصح معه الابتلاء، وهو السمع والبصر. الفراء
قوله: إنا هديناه السبيل قال : بينا له سبيل الهدى. عطاء
إما شاكرا وإما كفورا إما موحدا طائعا لله، وإما مشركا بالله في عمله، والمعنى: أنه ، شكر الإنسان فآمن، أو جحد فكفر. بين له سبيل التوحيد [ ص: 399 ] بنصب الأدلة، وبعث الرسل