مسكينا يعني: فقيرا، لا مال له، ويتيما لا أب له، وقوله: وأسيرا قال ، [ ص: 401 ] عن عطاء ، وذلك أن ابن عباس ، رضي الله عنه، أجر نفسه يسقي نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح، فلما أصبح وقبض الشعير، طحن ثلثه، فجعلوا منه شيئا ليأكلوه، يقال له: الحريرة، فلما تم إنضاجه أتى مسكين، فأخرجوا إليه الطعام، ثم عمل الثلث الثاني، فلما تم إنضاجه أتى يتيم، فسأل فأطعموه، ثم عمل الثالث الباقي، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين، فسأل فأطعموه، وطووا يومهم ذلك. علي بن أبي طالب
وهذا قول ، الحسن : أن الأسير كان من أهل الشرك. وقتادة
[ ص: 402 ] وقال أهل العلم: الآية تدل على أن حسن يرجى ثوابه، فأما فريضة الكفارات والزكوات، فلا يجوز وضعها في فقراء المشركين. إطعام الأسارى، وإن كانوا من غير أهل ملتنا،
وقال ، عطاء : الأسير هو المسجون من أهل القبلة. وسعيد بن جبير
إنما نطعمكم لوجه الله قال المفسرون: إنهم لم يتكلموا بهذا، ولكن علمه الله تعالى من قلوبهم، فأثنى به عليهم، وعلم من نياتهم أنهم فعلوا ذلك خوفا من الله، ورجاء ثوابه. ومعنى: لوجه الله لطلب رضا الله، وخاصة لله مخلصا من الرياء، وطلب الجزاء، وهو قوله: لا نريد منكم جزاء ولا شكورا وهو مصدر القعود، والخروج.
إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قال ، مقاتل : تعبس فيه الوجوه، من هول ذلك اليوم، فلا تنبسط. والكلبي
قمطريرا يقبض الوجوه والجباه بالتعبيس، وقال ، الفراء ، وأبو عبيدة : يوم قمطرير وقماطر، إذا كان صعبا شديدا. والمبرد
فوقاهم الله شر ذلك اليوم بما أطاعوه في الدنيا، "ولقاهم نضرة" حسنا وبياضا في الوجوه، وسرورا لا انقطاع له.
وجزاهم بما صبروا على طاعته، واجتناب معصيته، جنة وحريرا يعني: لباس أهل الجنة.