ثم ذكر القيامة، فقال: فإذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة
فإذا جاءت الصاخة يعني: صيحة القيامة، وهي الصاخة لشدة صوتها تصخ الآذان.
ثم ذكر في أي وقت تجيء، فقال: يوم يفر المرء من أخيه إلى قوله: وبنيه أي: لا يلتفت إلى واحد من أدانيه؛ لعظم ما هو فيه.
لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه لكل إنسان شأن يشغله عن الأقرباء، [ ص: 425 ] ويصرفه عنهم.
أخبرنا الحسن بن علي الواعظ ، أنا محمد بن عبد الله بن الحاكم ، نا ، نا أحمد بن سليمان ، نا إسماعيل بن إسحاق ، حدثني أبي، عن إسماعيل بن أبي أويس محمد بن أبي عياش ، عن ، عن عطاء بن يسار ، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قلت يا رسول الله، واسوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض، قال: شغل الناس عن ذلك، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبعث الناس حفاة عراة غرلا يلجمهم العرق، ويبلغ شحمة الأذن، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه .
أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، أنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أحمد بن الحسن الحافظ ، نا محمد بن يحيى ، نا بريد بن عبد ربه ، نا بقية ، عن الزبيدي ، عن ، عن الزهري عروة ، عن ، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: عائشة لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه . يبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا، فقالت عائشة: يا رسول الله، [ ص: 426 ] فكيف بالعورات؟ فقال:
وجوه يومئذ مسفرة مشرقة، مضيئة، ضاحكة بالسرور، مستبشرة فرحة بما نالت من كرامة الله.
ووجوه يومئذ عليها غبرة سواد، وكآبة للهم، ترهقها تعلوها، وتغشاها، قترة سواد، وكسوف عند معاينة النار.
ثم بين من أهل هذه الحالة، فقال: أولئك هم الكفرة الفجرة جمع الكافر والفاجر.