الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم.

                                                                                                                                                                                                                                      قل يا أيها الكافرون  لا أعبد ما تعبدون  ولا أنتم عابدون ما أعبد  ولا أنا عابد ما عبدتم  ولا أنتم عابدون ما أعبد  لكم دينكم ولي دين  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 565 ] قل يا أيها الكافرون قال جماعة المفسرين: لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النجم بمكة على المشركين، وألقى في قراءته الشيطان ما ألقى، طمع مشركو مكة فيه، وقالوا: إن محمدا قد دخل في بعض ديننا، فأتوه وقالوا له: تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة، ثم تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: معاذ الله أن أشرك به غيره   . وأنزل الله: قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون .

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن عباس ، ومقاتل : لا أعبد آلهتكم التي تعبدون اليوم، ولا أنتم عابدون إلهي الذي أعبد اليوم، ومعنى: "ما أعبد: من أعبد، ولكنه يقابل قوله: ما تعبدون أي: من الأصنام، فحمل الثاني عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      ولا أنا عابد ما عبدتم يعني: فيما بعد اليوم.

                                                                                                                                                                                                                                      ولا أنتم عابدون ما أعبد فيما بعد اليوم، قال الزجاج : نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه السورة عبادة آلهتهم عن نفسه في الحال، وفيما يستقبل، ونفى عنهم عبادة الله في الحال، وفيما يستقبل. قال: وهذا في قوم أعلمه الله تعالى أنهم لا يؤمنون، كقوله في قصة نوح عليه السلام: أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن .

                                                                                                                                                                                                                                      لكم دينكم كفركم بالله، ولي دين التوحيد، والإخلاص، وهذا قبل أن يؤمر بالحرب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية