[ ص: 485 ] وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم
قوله تعالى: وإذ غدوت من أهلك الآية، قال المفسرون: هذا كان يوم أحد، غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم من منزل إلى عائشة أحد، فجعل يصف أصحابه للقتال.
وقوله: تبوئ المؤمنين يقال: بوأته منزلا، وبوأت له منزلا.
أي: أنزلته إياه، و "المباءة": المنزل، وقوله: مقاعد للقتال أي: مراكز ومثابت، قال كل رجل لمقعده. ابن عباس:
والله سميع عليم يسمع قولكم ويعلم ما في ضمائركم، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار أصحابه في الخروج إلى أحد، فمنهم من أشار عليه بالمقام في المدينة، ومنهم من أشار عليه بالخروج إليهم، فقال الله تعالى: أنا أسمع ما يقوله المشيرون، وأعلم ما يضمرون.
قال قلت المسور بن مخرمة: أي خال، أخبرني عن قصتكم يوم أحد. لعبد الرحمن بن عوف:
قال: اقرإ [ ص: 486 ] العشرين ومائة من آل عمران، تجد قصتنا، وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين إلى قوله: ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة .