الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم  ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان أي: اختاروا الكفر واتخذوه بدلا من الإيمان، لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ولا يحسبن الذين كفروا قال ابن عباس: يعني المنافقين وقريظة والنضير.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال مقاتل: يعني مشركي مكة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أنما نملي لهم خير لأنفسهم الإملاء: الإمهال والتأخير، قال الأصمعي: يقال: أملى عليه الزمان.

                                                                                                                                                                                                                                      أي: طال عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      وأملى له: أي طول له وأمهله.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 525 ] قال ابن عباس في قوله: أنما نملي لهم : يريد تماديهم في معاصي الله.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: إنما نملي لهم ليزدادوا إثما أي: إنما نطول أعمارهم في الكفر ليزيد إثمهم، فيكون ذلك أشد لعقوبتهم.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الزجاج: هؤلاء قوم أعلم الله نبيه أنهم لا يؤمنون أبدا، وأن بقاءهم يزيدهم إثما وكفرا.

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي، أخبرنا حاجب بن أحمد، حدثنا محمد بن حماد، حدثنا محمد بن الفضيل، عن عبيدة، عن إبراهيم قال: قال عبد الله بن مسعود: ما من عين تطرف إلا والموت خير لها من الحياة،  فقيل له: يا أبا عبد الرحمن، أليس المؤمن يزداد صلاة ويزيد صوما ويزداد خيرا؟ فقال: إن الله عز وجل يقول: وما عند الله خير للأبرار فإن كان برا فما عند الله خير للأبرار، فقيل له: أرأيت الكافر أليس إن مات عجل إلى النار، وهو في الدنيا يأكل ويشرب ويلبس؟ فقال: إن الله عز وجل يقول: ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولا يزدادون في الدنيا حياة إلا ازدادوا إثما

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية