يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا
قوله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله أي : سرتم وغزوتم ، نزلت في أسامة بن زيد وأصحابه ، بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ، فلقوا رجلا كان قد انحاز بغنم له إلى جبل ، وكان قد أسلم ، فقال لهم : السلام عليكم ، لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، فبدر إليه أسامة فقتله واستاقوا غنمه .
[ ص: 102 ] قوله : فتبينوا يقال : تبينت الأمر ، أي : تأملته وتثبت فيه ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : "ألا إن التبين من الله ، والعجلة من الشيطان ، فتبينوا " .
وقرئ فتثبتوا ، والمعنيان متقاربان .
ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام أي : لا تقولوا لمن حياكم بهذه التحية : لست مؤمنا ، فتقتلوه وتأخذوا ماله .
ومن قرأ السلم أراد الانقياد والاستسلام للمسلمين ، ومنه قوله : وألقوا إلى الله يومئذ السلم أي : استسلموا لأمره ، وقوله : تبتغون عرض الحياة الدنيا جميع متاع الدنيا عرض ، يقال : إن الدنيا حاضر .
قال : يعني الغنائم ، ابن عباس فعند الله مغانم كثيرة يعني : ثوابا كثيرا لمن ترك قتل من ألقى إليه السلام ، كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم قال : كنتم تكتمون إيمانكم في المشركين ، فمن الله عليكم بإظهار الإسلام . سعيد بن جبير
وقال : كنتم ضلالا فمن الله عليكم بالإسلام وهداكم له . قتادة
ثم أعاد الأمر بالتبين ، فقال : فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا قال هو خبير أنكم قتلتموه على ماله . عطية العوفي :
قال : ثم استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس لأسامة بن زيد وأمره أن يعتق رقبة .
[ ص: 103 ]