يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم
قوله جل جلاله : (يستفتونك ) الآية ، أنزل الله تعالى في الكلالة آيتين ، إحداهما : في الشتاء وهي التي في أول السورة ، والأخرى في الصيف وهي هذه الآية ، ولهذا تسمى هذه الآية آية الصيف .
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، أخبرنا حدثنا أبو خليفة ، حدثنا أبو الوليد ، حدثنا شعبة ، أبو إسحاق ، قال : سمعت يقول : البراء بن عازب ، يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة وآخر سورة أنزلت براءة . آخر آية نزلت
رواه عن البخاري ، أبي الوليد .
ورواه عن مسلم ، عن بندار ، غندر كلاهما عن شعبة .
أخبرنا أبو بكر الفارسي ، أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرويه ، حدثنا إبراهيم بن محمد ، حدثنا حدثنا مسلم ، حدثنا عمرو الناقد ، سفيان ، عن أنه سمع محمد بن المنكدر ، يقول : جابر بن عبد الله ، يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر يعودانني ماشيين ، فأغمي علي ، فتوضأ ثم صب علي من وضوئه فأفقت ، فقلت : يا رسول الله كيف أقضي في مالي ؟ فلم يرد علي شيئا حتى نزلت آية الميراث .
[ ص: 146 ] قال يريد : من ليس له ولد ولا والد ابن عباس : إن امرؤ هلك ليس له ولد أراد : ولا والد ، فاكتفى بذكر أحدهما عن الآخر ، ودل على المحذوف : أن الفتيا في الكلالة ، والكلالة : من ليس له ولد ولا والد ، فإن كان له أحدهما لم يسم كلالة .
وقوله : وله أخت أراد : من أبيه وأمه ؛ لأن ذكر أولاد الأم قد سبق في أول السورة فلها نصف ما ترك هذا بيان فرضها عند الانفراد ، ولها نصف المال بالتسمية .
وقوله : وهو يرثها إن لم يكن لها ولد يعني : أن الأخ يستغرق ميراث الأخت إذا لم يكن للأخت ولد ، وهذا في الأخ من الأب والأم ، أو من الأب .
وقوله : فإن كانتا اثنتين ظاهر إلى قوله : يبين الله لكم أن تضلوا وروي أن قال في خطبته : ألا إن الآية التي أنزل الله تعالى في أول سورة النساء في شأن الفرائض أنزلها الله في الولد والوالد ، والثانية أنزلها في الزوج والزوجة والإخوة من الأم ، والآية التي ختم بها سورة النساء أنزلها في الإخوة والأخوات من الأب والأم ، والآية التي ختم بها سورة الأنفال أنزلها في أولي الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله مما جرت به الرحم من العصبة . أبا بكر الصديق
وقوله : يبين الله لكم أن تضلوا أي : لئلا تضلوا ، أو : أن لا تضلوا ، وهذا كقوله تعالى : إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا أي : لئلا تزولا .
هذا قول الفراء . والكسائي
وقال البصريون : المحذوف هاهنا : مضاف ، على تقدير : يبين الله لكم كراهة أن تضلوا فحذف المضاف .