فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين
قوله تعالى: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك قال أكثر أهل العلم: هذا الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره من الشكاك، والقرآن نزل بلغة العرب، وهم قد يخاطبون الرجل بالشيء يريدون غيره مثل هذا قوله: يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين الآية، الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره، يدل على ذلك قوله: إن الله كان بما تعملون خبيرا ولم يقل: بما تعمل.
وقال إن الله يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم وذلك الخطاب شاملا للخلق، والمعنى: فإن كنتم في شك فاسألوا، والدليل على ذلك، قوله في آخر السورة: الزجاج: قل يا أيها الناس إن كنتم في شك الآية.
وهذا مذهب ابن عباس، وأكثر أهل التأويل، قال والحسن، لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يشك في الله ولا في ما أوحي إليه، ولكن يريد من آمن به وصدقه، أمرهم أن يسألوا لئلا ينافقوا كما شك المنافقون. ابن عباس:
[ ص: 560 ] قوله: فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك قال ابن عباس، والضحاك، يعني: من آمن من أهل الكتاب ومجاهد: كعبد الله بن سلام وأصحابه، فسيشهدون على صدق محمد صلى الله عليه وسلم، ويخبرونك بنبوته، وبما قدم الله من ذكره في الكتب، وباقي الآية والتي تليها حكمه على ما ذكرنا من أنه خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد به غيره من الشاكين.