وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون
قوله: وكلا نقص عليك أي: كل الذي يحتاج إليه من أنباء الرسل من أخبارهم وأخبار أممهم نقص عليك ما نثبت به فؤادك قال ليزيدك يقينا ويقوي قلبك. ابن عباس:
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعها كان تقوية لقلبه على الصبر على أذى قومه وجاءك في هذه الحق قال ابن عباس، والحسن، في هذه السورة، يعني ما فيها من أقاصيص الأنبياء والمواعظ وذكر الجنة والنار. ومجاهد:
وخصت هذه السورة بمجيء الحق فيها تشريفا للسورة ورفعا لمنزلتها، وقوله: وموعظة وذكرى للمؤمنين يريد: أنهم يتعظون إذا سمعوا هذه السورة وما نزل بالأمم فتلين قلوبهم ويتذكرون الخير والشر، قوله: وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم تهديد ووعيد، يقول: اعملوا ما أنتم عاملون، فستعلمون عاقبة أمركم وانتظروا ما يعدكم الشيطان إنا منتظرون ما يعدنا ربنا من النصر والعلو، ولله غيب السماوات والأرض أي: علم ما غاب عن العباد فيهما وإليه يرجع الأمر كله في المعاد وما ربك بغافل عما تعملون أي: إنه يجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، وقرئ بالتاء على معنى: قل لهم ذلك، والله أعلم.