فذلك قوله: وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين
وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه قال أكرميه ما كان عندك. ابن عباس:
وقال أحسني إليه في طول مقامه عندنا. الزجاج:
يقال: ثوى يثوي ثوى ومثوى.
عسى أن ينفعنا أي: يكفينا إذا بلغ وفهم الأمور، يقضي بعض شؤوننا.
أخبرنا أبو بكر التيمي، أنا أبو الشيخ الحافظ، نا إبراهيم بن شريك، نا نا أحمد بن يونس، زهير، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عبد الله، قال: أفرس الناس ثلاثة: العزيز حين تفرس في يوسف فقال لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا، والمرأة التي أتت موسى فقالت لأبيها يا أبت استأجره، وأبو بكر حين استخلف عمرو قوله: عن أو نتخذه ولدا أي: نتبناه وكان العزيز عقيما أو حصورا لا يولد له، وقوله: وكذلك مكنا ليوسف في الأرض [ ص: 606 ] يعني: وكما أنجيناه من إخوته حين هموا بإهلاكه، وأخرجناه من ظلمة البئر، مكنا له في الأرض، ملكناه في أرض مصر حتى بلغ ولنعلمه من تأويل الأحاديث تقدم تفسيره والله غالب على أمره قال على ما أراد من قضائه، أي: لا يغلبه على أمره غالب، ولا يبطل إرادته منازع فهو قادر على أمره من غير مانع ابن عباس: ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك وهم المشركون والذين لا يعلمون أن قدر الله غالب، وأن مشيئته نافذة.
قوله: ولما بلغ أشده العرب تقول: بلغ فلان أشده.
إذا بلغ منتهاه في شبابه وقوته، قال أكثر المفسرين: ثلاثا وثلاثين سنة.
وقال يريد الحلم. عطاء:
وقال عشرين سنة. الضحاك:
آتيناه حكما وعلما عقلا وفهما، وقال الحكم النبوة والعلم علم الدين. الكلبي:
وقال جعلناه حكيما عالما. الزجاج:
وليس كل عالم حكيما، والحكيم: العالم المستعمل علمه الممتنع من استعمال ما يجهل فيه وكذلك ومثل ما وصفنا من تعليم يوسف كذلك نجزي المحسنين قال يعني الصابرين على النوائب كما صبر الضحاك: يوسف.