الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وما بعد هذا ظاهر إلى قوله: فلما جاء آل لوط المرسلون  قال إنكم قوم منكرون  قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون  وأتيناك بالحق وإنا لصادقون  فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون  وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين  

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون أي: بالعذاب الذي كانوا يشكون في نزوله.

                                                                                                                                                                                                                                      وأتيناك بالحق أي بالأمر الثابت الذي لا شك فيه من عذاب قومك.

                                                                                                                                                                                                                                      فأسر بأهلك مفسر في سورة هود، إلى قوله: وامضوا حيث تؤمرون قال ابن عباس : يعني الشام .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال المفضل : حيث يقول لكم جبريل .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الكلبي : أمرهم جبريل أن يمضوا إلى صفر إحدى قرى قوم لوط .

                                                                                                                                                                                                                                      وقضينا إليه أي: أوحينا إليه وألهمناه، وقال ابن قتيبة : أخبرناه، كقوله: وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب أي أخبرناهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ذلك الأمر أي الأمر بهلاك قومه، قال الزجاج : موضع أن نصب، وهو بدل من قوله: ذلك الأمر لأنه فسر الأمر بقوله: أن دابر.

                                                                                                                                                                                                                                      والمعنى: وقضينا إليه، أن دابر هؤلاء مقطوع أي: آخر من يبقى منهم يهلك وقت الصبح  ، وهو قوله: مصبحين أي: داخلين في وقت الصبح.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية