الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين  فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين  ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين  وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين  وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين  فأخذتهم الصيحة مصبحين  فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين معنى إن واللام التوكيد، وإن هاهنا مخففة من الثقيلة، والأيكة والأيك: الشجر الملتف، قال المفسرون:قوم شعيب كانوا أصحاب غياض، فكذبوا شعيبا ، فأهلكوا بعذاب يوم الظلة   .

                                                                                                                                                                                                                                      وهو قوله: فانتقمنا منهم قال المفسرون: أخذهم الحر أياما، ثم اضطرم عليهم المكان نارا فهلكوا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإنهما يعني الأيكة ومدينة قوم لوط ، لبإمام مبين بطريق واضح، وسمي الطريق إماما لأنه يؤم ويتبع.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين يعني ثمود ، وكانت مساكنهم تسمى الحجر.

                                                                                                                                                                                                                                      وآتيناهم آياتنا قال ابن عباس : يريد الناقة، وكان في آيات خروجها من الصخرة، ودنو نتاجها عند خروجها، وعظم خلقها حتى لم تشبهها ناقة، وكثرة لبنها حتى كان يكفيهم جميعا.

                                                                                                                                                                                                                                      فكانوا عنها معرضين لم يتفكروا فيها، ولم يستدلوا بها.

                                                                                                                                                                                                                                      وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا ذكرنا [ ص: 51 ] ذلك في سورة الأعراف، وقوله: آمنين قال الفراء : آمنين من أن تقع عليهم.

                                                                                                                                                                                                                                      فأخذتهم الصيحة مصبحين أتتهم صيحة عظيمة، فماتوا عن آخرهم في وقت الصبح.

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا مما قد تقدم في سورة الأعراف.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فما أغنى عنهم أي: ما دفع عنهم العذاب، ما كانوا يكسبون من الأموال والأنعام.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية