أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون
بسم الله الرحمن الرحيم .
أتى أمر الله أي: عذابه لمن أقام على الشرك، وتكذيب رسوله، وهو الأمر بالسيف، فلا تستعجلوه لا تطلبوه قبل حينه، وهذا كما تقول لمن يطلب أمرا يستعجل فيه: أتاك الأمر فلا تستعجل.
وقال جماعة من المفسرين: أمر الله هاهنا الساعة.
وذلك أنهم ، كما قال: استبطأوا أمر الساعة، فأعلم الله أن ذلك عنده في القرب بمنزلة ما قد أتى اقتربت الساعة .
سبحانه تنزيها له وبراءة من السوء، وتعالى ارتفع بصفات المدح، عما يشركون به من الأصنام، أي أنها ليست شركاء لهم لأنهم لا يخلقون شيئا.
قوله: ينزل الملائكة قال : يريد ابن عباس جبريل وحده، بالروح من أمره بالوحي، وهو كلام الله، سمي روحا لأنه حياة من موت الكفر، على من يشاء من عباده [ ص: 56 ] يريد النبيين الذين يختارهم بالرسالة، وقوله: أن أنذروا أي أهل الكفر بأنه لا إله إلا أنا أي: مروهم بتوحيدي، وأعلموهم ذلك مع تخويفهم لو لم يقروا.