قوله: فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون
فإن تولوا أعرضوا عن الإيمان، فإنما عليك يا محمد ، البلاغ المبين عليك أن تبلغ الرسالة وتبين الدلالة، وهذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم.
يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها قال : يعني السدي محمدا صلى الله عليه وسلم، واختاره ، فقال: يعرفون أن أمر الزجاج محمد صلى الله عليه وسلم حق ثم ينكرون ذلك.
وقال : قروا بأن ما ذكر من النعم في هذه السورة كلها من الله، ولكنهم قالوا بشفاعة آلهتنا. واختاره الكلبي ، فقال: وإذا قيل لهم: من رزقكم. قالوا: الله. ثم يقولون بشفاعة آلهتنا فيشركون، فذلك إنكارهم نعمته، وأكثرهم الكافرون قال الفراء : وجميعهم كفار. الحسن
فذكر الأكثر والمراد به الجميع.
قوله: ويوم نبعث من كل أمة شهيدا يعني بما فعلوا من التصديق والتكذيب، يوم القيامة نبعث الأنبياء ليشهدوا على الأمم ثم لا يؤذن للذين كفروا في الكلام والاعتذار، ولا هم يستعتبون ولا يطلب منهم أن يرجعوا [ ص: 78 ] إلى ما أمر الله ويرضاه; لأن الآخرة ليست بدار تكليف، وإذا رأى الذين ظلموا أشركوا بالله، العذاب يعني النار، فلا يخفف عنهم العذاب، ولا هم ينظرون لا يؤخرون ولا يمهلون.
وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم يعني الأصنام التي جعلوها شركاء لله في العبادة، وذلك أن الله تعالى يبعث كل ما كان يعبد من دون الله، قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك فألقوا إليهم القول أي أجابوهم، وقالوا لهم: إنكم لكاذبون كذبوهم في عبادتهم إياهم; لأن الشركاء كانت جمادا أمواتا ما كانت تعرف عبادة عابديها، فظهر عند ذلك فضيحتهم حيث عبدوا من لم يشعر بالعبادة، وهذا كقوله: كلا سيكفرون بعبادتهم ، وألقوا إلى الله يومئذ السلم استسلموا وأقروا لله بالربوبية، وضل عنهم ما كانوا يفترون زال وبطل، وذهب ما زين لهم الشيطان أن لله شريكا وولدا.
قوله: الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قال : منعوا الناس من طاعة الله والإيمان ابن عباس بمحمد صلى الله عليه وسلم، زدناهم عذابا فوق العذاب .
أخبرنا ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي حاجب بن أحمد الطوسي ، نا محمد بن حماد ، أنا معاوية ، عن ، عن الأعمش عمرو بن مرة ، عن مسروق ، عبد الله في قوله: زدناهم عذابا فوق العذاب ، قال: زيدوا عقارب، أنيابها كالنخيل الطوال . عن
أخبرنا أبو بكر الحارثي ، أنا ، نا محمد بن حيان عبد الرحمن بن محمد الرازي ، نا سهل بن عثمان، حدثنا الحكم ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، قال: زيدوا حيات كأمثال الفيلة وعقارب البغال الدلم، وقال أبو المنهال: إنهم . يستغيثون بالنار فرارا من تلك الأفاعي والعقارب وهربا منهما