قوله: ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون
ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر قال ، مجاهد : قالت وقتادة قريش : إنما يعلم محمدا عبد لبني الحضرمي ، رومي، يقال له يعيش، صاحب كتاب.
وقال عبيد الله بن مسلم : كان لنا غلامان نصرانيان من أهل عين التمر ، اسم أحدهما يسار ، [ ص: 85 ] والآخر جبر ، وكانا صيقلين، يقرآن كتابا لهما بلسانهما، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر عليهما ويسمع قراءتهما، وكان المشركون يقولون: يتعلم منهما.
فأكذبهم الله، فقال: لسان الذي يلحدون إليه أعجمي .
الإلحاد معناه الميل، يقال: لحد وألحد إذا مال عن القصد.
وقراءة العامة بضم الياء، وقرئ بفتح الياء من لحد، والأولى ضم الياء لأنه لغة القرآن، يدل عليه قوله: ومن يرد فيه بإلحاد ويكون الإلحاد بمعنى الإمالة، وفسر الإلحاد في هذه الآية بالقولين، فقال : يميلون من الميل. الفراء
وقال : لسان الذي يميلون القول إليه أعجمي. الزجاج
وقال : أي يؤمنون إليه، ويزعمون أنه يعلمك أعجمي لا يفصح ولا يتكلم بالعربية، فكيف يتعلم منه ما هو في أعلى طبقات البيان. ابن قتيبة
وهو قوله: هذا يعني القرآن، لسان عربي مبين قال : أفصح ما يكون من العربية، وأبينه لسان ابن عباس سعد بن بكر بن هوازن .
ثم جعل المشركين هم الذين يفترون، فقال: إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله قال : إنما يفتري الكذب الذين إذا رأوا الآيات التي لا يقدر عليها إلا الله كذبوا بها، فهؤلاء الزجاج . أكذب الكذبة
ثم سماهم الكاذبين، وحصر فيهم الكذب، فقال: وأولئك هم الكاذبون أي أن الكذب نعت لازم لهم، وعادة من عاداتهم، وهذا كما تقول: كذبت وأنت كاذب، فيكون قولك: وأنت، زيادة في الوصف بالكذب.
وفي الآية أبلغ زجر عن الكذب، حيث أخبر الله أنه إنما يفتري الكذب من لا يؤمن.
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المقري ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد الجوزي ، أنا جدي محمد بن عمر بن حفص الزاهد ، أنا أبو بكر محمد بن الفرج الأزرق ، نا سعيد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري ، نا أبو زياد يزيد بن عبد الله ، نا ، يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن جراد ، قال: قلت: يا رسول الله، المؤمن يزني؟ قال: قد يكون ذلك.
قلت: يا رسول الله، المؤمن يسرق؟ قال: قد يكون ذلك.
قال: ، قال الله تعالى: قلت: يا رسول الله، المؤمن يكذب؟ قال: لا إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله .
[ ص: 86 ] .
أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل ، أنا علي بن محمد بن سعيد بن العباس الرزاز ، نا ، نا جدي، نا أبو شعيب الحراني ، عن موسى بن أعين ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، رضي الله عنه، أنه قال: أبي بكر الصديق إياكم والكذب، فإن الكذب مجانب للإيمان