الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون  فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين  إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه قال ابن عباس: يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم بأن غير أمته قد كذبوا الأنبياء وجحدوا البعث.

                                                                                                                                                                                                                                      فقال يا قوم اعبدوا الله أطيعوه ووحدوه، ما لكم من إله غيره ما غيره رب، أفلا تتقون أفلا تتقونه بالطاعة والتوحيد.

                                                                                                                                                                                                                                      فقال الملأ الذين كفروا من قومه يعني: الأشراف، والرؤساء، وذوي الأمر منهم، ما هذا إلا بشر مثلكم أي أنه آدمي لا فضل له عليكم، يريد أن يتفضل عليكم يتشرف بأن يكون له الفضل عليكم فيصير متبوعا وأنتم له تبع، ولو شاء الله أن لا يعبد شيء سواه، لأنزل ملائكة ولم يرسل بشرا آدميا، ما سمعنا بهذا الذي يدعونا إليه نوح من التوحيد، في آبائنا الأولين في الأمم الماضية.

                                                                                                                                                                                                                                      إن هو إلا رجل به جنة حالة جنون، فتربصوا به حتى حين انتظروا موته فتستريحوا منه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية