قال رب انصرني بما كذبون فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين
قال رب انصرني بما كذبون بتكذيبهم، والمعنى: انصرني بإهلاكهم جزاء لهم بتكذيبهم.
فأوحينا إليه مفسر في سورة هود إلى قوله: فاسلك فيها 44 أي: أدخل في سفينتك.
وقل رب أنزلني منزلا يجوز أن يكون المنزل بمعنى الإنزال، والمعنى إنزالا، مباركا قال يعني بالبركة أنهم توالدوا وكثروا. مقاتل:
ويجوز أن يكون المنزل موضعا للإنزال، كأنه قيل: أنزلني مكانا أو موضعا، وهو قول الكلبي: منزلا [ ص: 289 ] مباركا بالماء والشجر.
وقرأ عاصم منزلا بفتح الميم وكسر الزاي، يعني: موضع نزول، قال المفسرون: إنه أمر أن يقول عند استوائه على الفلك: الحمد لله، وعند نزوله: أنزلني منزلا مباركا.
وأنت خير المنزلين قال يريد من السفينة. ابن عباس:
ولذلك قيل له: اهبط بسلام منا وبركات عليك وهذا جواب دعائه إن في ذلك يعني: في أمر نوح والسفينة وهلاك أعداء الله، لآيات لدلالات على قدرة الله ووحدانيته، وإن كنا لمبتلين وما كنا إلا مختبرين إياهم بإرسال نوح ، ووعظه وتذكيره.