وما بعد هذا ظاهر التفسير إلى قوله: ثم أرسلنا رسلنا تترى كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون
ثم أرسلنا رسلنا تترى أي: بعضها في إثر بعض غير متصلين، لأن بين كل نبيين دهرا طويلا، وهي فعلى من المواترة، قال الأصمعي: يقال: واترت الخبر، أتبعت بعضه بعضا، وبين الخبرين هنيهة، وهي كالدعوى والتقوى، وأكثر العرب على ترك تنوينها.
وقرأ ابن كثير تترا منونة، وتترا على هذه القراءة فعل والألف فيها كالألف في رأيت زيدا وعمرا، فإذا وقفت كانت الألف بدلا من التنوين وحقها أن تفخم ولا تمال، قال من قرأ المبرد: تترى فهو مثل شكوى، ومن قرأ تترى مثل شكوت شكوى، وعلى القراءتين جميعا التاء الأولى بدل من الواو، وتترا مصدر، واسم قام مقام الحال لأن المعنى متواترة، وقوله: كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا أهلكنا الأمم بعضهم في أثر بعض، وجعلناهم أحاديث لمن بعدهم من الناس، يتحدثون بأمرهم وشأنهم.