لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم
قوله: لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا علمهم الله وأمرهم أن يفخموه ويشرفوه ولا يقولوا له عند دعائه: يا فضل النبي صلى الله عليه وسلم على سائر البرية في المخاطبة، محمد، يا ابن عبد الله، كما يدعو بعضهم بعضا، قولوا: يا رسول الله، يا نبي الله، في لين وتواضع وخفض صوت، وقوله: قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا التسلل الخروج في خفية، يقال: تسلل فلان من بين أصحابه إذا خرج من جملتهم، واللواذ أن يستتر بشيء، قال هو أن يلوذ بغيره فيهرب، وذلك أن المنافقين كان يثقل عليهم خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، فيلوذون ببعض أصحابه فيخرجون من المسجد من غير استئذان. ابن عباس:
ومعنى قد يعلم الله التهديد بالمجازاة، ثم حذرهم بالفتنة والعذاب، فقال: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أي يعرضون عن أمره، ودخلت عن لتضمن المخالفة معنى الإعراض، أن تصيبهم فتنة قال [ ص: 332 ] ضلالة. ابن عباس:
يعني الكفر، وقال بلاء في الدنيا. مجاهد:
أو يصيبهم عذاب أليم في الآخرة.