وما بعد هذا مفسر فيما مضى إلى قوله: [ ص: 361 ] أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين قال إني لعملكم من القالين رب نجني وأهلي مما يعملون فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا في الغابرين ثم دمرنا الآخرين وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم
أتأتون الذكران وهو جمع الذكر ضد الأنثى، قال يعني نكاح الرجال. مقاتل:
من العالمين من بني آدم.
وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم يعني: فروج نسائهم، قال تركتم أقبال النساء إلى أدبار الرجال. مجاهد:
بل أنتم قوم عادون ظالمون معتدون الحلال إلى الحرام، والطاعة إلى المعصية.
قالوا لئن لم تنته لئن لم تسكت، يا لوط لتكونن من المخرجين من بلدتنا.
قال إني لعملكم يعني إتيان الرجال، من القالين المبغضين، يقال: قليته أقليه قلى.
ثم دعا، فقال: رب نجني وأهلي مما يعملون أي: من عذاب ما يعملون.
قال المفسرون: عقوبة صنيعهم.
فنجيناه وأهله قال يعني بناته. ابن عباس:
إلا عجوزا يعني امرأته، في الغابرين الباقين في العذاب.
ثم دمرنا الآخرين أهلكناهم بالخسف والحصب، وهو أن الله خسف بقراهم وأرسل الحجارة على من كان خارجا من القرية.
وهو قوله: وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين فبئس مطر الذين أنذروا بالعذاب.