قوله: قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون
[ ص: 382 ] قل الحمد لله هذا خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر أن يحمد الله على هلاك كفار الأمم الخالية، وسلام على عباده الذين اصطفى قال هم الأنبياء الذين اختارهم الله لرسالته. مقاتل:
وقال في رواية ابن عباس أبي مالك: هم أصحاب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وقال في رواية هم الذين وحدوه، وآمنوا به. عطاء:
وقال في رواية هم أمة الكلبي: محمد صلى الله عليه وسلم، اصطفاهم الله لمعرفته وطاعته.
ومعنى السلام عليهم: أنهم سلموا مما عذب به الكفار.
ثم قال مخاطبا المشركين: آلله خير أما يشركون يا أهل مكة، أي: الله خير لمن عبده أم الأصنام لعابديها، إلزام للحجة على المشركين، قيل لهم بعدما ذكر هلاك الكفار: الله خير أم الأصنام.
والمعنى أن الله نجى من عبده من الهلاك، والأصنام لم تغن عن عابديها عند نزول العذاب، وكان المشركون يتوهمون في الأصنام وفي عبادتها خيرا، فقيل لهم احتجاجا: الله خير أما تشركون.
قوله: أمن خلق السماوات والأرض تقدير الكلام أما تشركون خير من خلق السماوات والأرض، وأنزل لكم من السماء ماء يعني المطر فأنبتنا به حدائق جمع حديقة، وهي كل روضة وحائط وبستان عليه حائط، وما لم يكن عليه حائط لا يقال حديقة ذات بهجة ذات منظر حسن، والبهجة الحسن، يبتهج به من رآه، ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أي: ما ينبغي لكم ذلك، لأنكم لا تقدرون عليها.
ثم قال مستفهما منكرا عليهم: أإله مع الله أي: هل معه معبود سواه أعانه على صنعه، بل ليس معه إله هم قوم يعني: كفار مكة، يعدلون يشركون بالله غيره.