قيل: هذا خبر يدفع صحته كثير من رواة الآثار ونقلة الأخبار ، لما في سنده من الاضطراب الذي بينت ، وإن كنا ندين بتصحيحه ، ولا شيء فيه إذا نحن قلنا بتصحيحه ، يوجب دفع شيء من معنى خبر عمر الذي ذكرنا قبل ، ولا إبطال شيء مما بينا.
وذلك أن خبر إنما هو بيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أعمال العباد التي يستوجبون بها من ربهم الثواب ، والتي يستوجبون بها منه العقاب ، وما منها لله تعالى ذكره وما منها لغيره. عمر
وذلك إنما يفترق عند ابتداء العبد فيه ، وفي أول حال دخوله فيه.
فإذا كان ابتداؤه فيه لله لم يضرره بعد ذلك ما عرض في نفسه وخطر بقلبه من حديث النفس ووسواس الشيطان ، ولا يزيله عن حكمه إعجاب المرء باطلاع العباد عليه بعد تقضيه ومضيه على ما ندبه الله إليه خاليا مما نهاه عنه وكرهه له ، ولا سروره بذلك.
وإنما ، فذلك الذي يستحق عامله عليه من ربه العقاب ، ويبطل أن يكون له عليه من الثواب . المكروه من ذلك أن يبتدئه بالنية المكروه ابتداؤه بها ، أو يعمله وهو في حال شغله به غير مخلص لله
[ ص: 808 ]