فمن ذلك قول يا نعايا العرب ، هكذا رواية المحدثين من رواة الأخبار ، إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة الرياء والشهوة الخفية. شداد بن أوس:
وأما أهل المعرفة بكلام العرب ورواة الشعر منهم ، فإنهم ينكرون ذلك ويقولون: إن الصواب فيه ، يا نعائي العرب ، بمعنى الأمر بنعيهم ، وكأنه أراد بذلك: انعوهم فقد هلكوا.
واستشهدوا لتصحيح ما قالوا ، من ذلك قول الشاعر:
نعاء ابن ليلى للفعال وللندى وركبان ليل مقفعل الأنامل
[ ص: 810 ] ويقول الآخر:نعاء جذاما غير موت ولا قتل ولكن فراقا للدعائم والأصل
دراكها من إبل دراكها
قد برك الموت على أوراكها
يريد بقوله: دراكها ، أدركوها ، وقد روي ذلك:تراكها من إبل تراكها
قد برك الموت على أوراكها
[ ص: 811 ] ومنه قول زهير بن أبي سلمى:ولأنت أشجع من أسامة إذ دعيت نزال ولج في الذعر
وقد ذكر عن بعضهم أنه كان يروي ذلك: يا نعيان العرب ، على المصدر من نعاه ينعاه نعيا ونعيانا ، كالبهتان والخلصان.
وأما الرياء فإنه مصدر من قول القائل: رايا فلان فلانا بعمله مراياة ورياء.