الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

مسند عمر بن الخطاب

مسند علي بن أبي طالب

مسند عبد الله بن عباس

تتمة مسند عبد الرحمن بن عوف

مسند طلحة بن عبيد الله

مسند الزبير بن العوام

تهذيب الآثار للطبري

الطبري - محمد بن جرير الطبري

صفحة

جزء

ذكر الرواية عمن قال: إنما قضى ديون رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ومواعيده أبو بكر رحمة الله عليه

128 - حدثني سعيد بن الربيع الرازي ، قال: حدثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن المنكدر ، سمع جابر بن عبد الله ، يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو قد أتانا مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا" ، فلم يأت مال البحرين حتى قبض صلى الله عليه وسلم، فلما جاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر الصديق أو أمر مناديا ينادي من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم دين أو عدة فليأتنا، قال جابر: فأتيته [ ص: 64 ] فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: كذا وكذا، قال لي أبو بكر: احث ثلاث حثيات، ثم أتيت أبا بكر بعد ذلك أسأله، فلم يعطني، ثم أتيته أسأله، فلم يعطني، فقلت له في الثالثة: سألتك فلم تعطني، ثم سألتك فلم تعطني، فإما أن تعطيني، وإما أن تبخل علي؟ قال: "وأي الداء أدوى من البخل؟ ما منعتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك" .

ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَمَّنْ قَالَ: إِنَّمَا قَضَى دُيُونَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَمَوَاعِيدَهُ أَبُو بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ

128 - حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ الرَّازِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ قَدْ أَتَانَا مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا" ، فَلَمْ يَأْتِ مَالُ الْبَحْرَيْنِ حَتَّى قُبِضَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جَاءَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَوْ أَمَرَ مُنَادِيًا يُنَادِي مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَيْنٌ أَوْ عِدَةٌ فَلْيَأْتِنَا، قَالَ جَابِرٌ: فَأَتَيْتُهُ [ ص: 64 ] فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي: كَذَا وَكَذَا، قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: احْثُ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ أَسْأَلُهُ، فَلَمْ يُعْطِنِي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ أَسْأَلُهُ، فَلَمْ يُعْطِنِي، فَقُلْتُ لَهُ فِي الثَّالِثَةِ: سَأَلْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي، ثُمَّ سَأَلْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي، فَإِمَّا أَنْ تُعْطِيَنِي، وَإِمَّا أَنْ تَبْخَلَ عَلَيَّ؟ قَالَ: "وَأَيُّ الدَّاءِ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ مَا مَنَعْتُكَ مِنْ مَرَّةٍ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيكَ" .

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث