"فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد" ارم، فداك أبي وأمي، أيها الغلام الحزور ".
والحزور من الغلمان هو الذي قد قوي واشتد وخدم، يجمع: حزاورة، وحزورين، ومنه قول أبي النجم العجلي:
لم يبعثوا شيخا ولا حزورا بالفأس إلا الأرقب المصدرا
وقد تقول العرب للرجل الذي قد بلغ أشده: حزور، ومنه قول نابغة بني ذبيان:وإذا نزعت نزعت من مستحصف نزع الحزور بالرشاء المحصد
يقال منه: استنبلني فلان، فأنبلته، يراد به: سألني نبلا فأعطيته.
فأما الرجل يكون معه النبل فإنه يقال: هو رجل نابل ونبال، كما يقال للرجل الذي يكون معه سيف: هو رجل سائف، وسياف، وأما قولهم: "ما انتبلت نبله" ، فإنه معنى غير هذا، وإنما يقال ذلك للرجل يأتيك فلا تكترث له، ولا تعلم به، وفيه لغات أربع، يقال: ما انتبلت نبله، ونبله، ونباله، ونبالته، ومثله: ما مأنت مأنه، ولا شأنت شأنه، ولا ربأت ربأه، كل ذلك بمعنى واحد، وهو: ما اكترثت له، ولا علمت به.
وأما فإن معناه: أعطني. قول العرب للرجل: نبلني عرقا، ونبلني أحجارا،
وأما النبل في الخبر الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ، فإنها الحجارة التي تعد للاستنجاء بها ، يقال ذلك لها كذلك لصغرها، والعرب تسمي كل شيء صغير نبلة، كما تسمي بها كل شيء كبير. "اتقوا الملاعن، وأعدوا النبل"
وهو من الأضداد، يجمع نبلا، ومنه قول بيهس، الذي كان يلقب نعامة:
إن كنت أزننتني بها كذبا جزء، فلاقيت مثلها عجلا
[ ص: 117 ] أفرح أن أرزأ الكرام، وأن أورث ذودا شصائصا نبلا
[ ص: 118 ]