القول في البيان عن معاني هذه الأخبار
إن قال لنا قائل: أخبرنا عن هذه الأخبار التي ذكرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قيله: "الحرب خدعة" ، وأن الكذب فيها وفي المعنيين الآخرين اللذين رويت عنه أنه رخص فيهما الكذب، أسقيمة أم صحيحة؟ فإن كانت سقيمة، فما الذي أسقمها؟ وإن كانت صحيحة فما وجهها؟ وما معناها؟ وقد علمت ما:
222 - حدثك به ، قال: حدثنا ابن عبد الرحيم البرقي ، قال: حدثنا ابن أبي مريم ، قال: حدثني محمد بن جعفر ، عن موسى بن عقبة أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عبد الله بن مسعود ألا وإياكم وروايا الكذب، فإن الكذب لا يصلح بالجد ولا بالهزل، ولا يعد الرجل صبيه ما لا يفي له به، ألا إن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، والصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وإنه يقال للصادق: صدق وبر، وللكاذب: كذب وفجر، ألا إن العبد يكذب حتى يكتب عند الله كاذبا، ويصدق حتى يكتب عند الله صديقا " . "
[ ص: 135 ]