الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              وأما قول شهر بن حوشب في عكرمة: " إن مولى هذا كان حبر هذه الأمة،  فإنه يعني بقوله: "حبر هذه الأمة": عالمها، ومنه قيل لكعب الأحبار: "كعب الأحبار" ، والأحبار جمع حبر، وإنما قيل للعالم حبر نسبة له إلى الحبر الذي يكتب به، يراد بذلك وصفه بأنه صاحب كتب، وذلك أنها تكتب بالحبر، فكثر وصفهم إياه بذلك حتى قيل للمبرز في العلم: حبر .

              [ ص: 186 ] وأما قول طاوس: " أدركت سبعين شيخا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تدارءوا في شيء أتوا ابن عباس حتى يقدرهم عليه، فإنه يعني بقوله: "إذا تدارءوا في شيء" إذا تماروا فيه، من قول الله تعالى ذكره: وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها ، يعني بقوله: (ادارأتم) اختصمتم وتماريتم، وأصله من قولهم: درأت الشيء إذا دفعته، فأنا أدرأه درأ، وإنما قيل للمتماريين المختصمين: تدارآ، وادرآ؛ لدفع كل واحد منهما صاحبه عن صحة ما يقول ويدعي حقيقته، ومنه قول الله تعالى ذكره: ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين ، يعني بقوله: (يدرأ) يدفع، وأما قوله: "حتى يقدرهم عليه" فإنه يعني به: حتى يجعل لهم السبيل إلى علم ذلك، فيقدروا على معرفة صحته .

              [ ص: 187 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية