وأما قول في شهر بن حوشب " عكرمة: فإنه يعني بقوله: "حبر هذه الأمة": عالمها، ومنه قيل إن مولى هذا كان حبر هذه الأمة، لكعب الأحبار: ، والأحبار جمع حبر، وإنما قيل للعالم حبر نسبة له إلى الحبر الذي يكتب به، يراد بذلك وصفه بأنه صاحب كتب، وذلك أنها تكتب بالحبر، فكثر وصفهم إياه بذلك حتى قيل للمبرز في العلم: حبر . "كعب الأحبار"
[ ص: 186 ] وأما قول " أدركت سبعين شيخا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تدارءوا في شيء أتوا طاوس: حتى يقدرهم عليه، فإنه يعني بقوله: "إذا تدارءوا في شيء" إذا تماروا فيه، من قول الله تعالى ذكره: ابن عباس وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها ، يعني بقوله: (ادارأتم) اختصمتم وتماريتم، وأصله من قولهم: درأت الشيء إذا دفعته، فأنا أدرأه درأ، وإنما قيل للمتماريين المختصمين: تدارآ، وادرآ؛ لدفع كل واحد منهما صاحبه عن صحة ما يقول ويدعي حقيقته، ومنه قول الله تعالى ذكره: ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين ، يعني بقوله: (يدرأ) يدفع، وأما قوله: "حتى يقدرهم عليه" فإنه يعني به: حتى يجعل لهم السبيل إلى علم ذلك، فيقدروا على معرفة صحته .
[ ص: 187 ]