الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "وأطعم القانع والمعتر"  ، فإن القانع الذي يقنع باليسير من العيش، ولا يسأل الناس ولا يطلب منهم ما عندهم، تجملا وتعففا، مع شدة حاجته، وأما المعتر، فإنه الذي يعتر بالذي يلتمس ما عنده ويطلب فضله، ومنه قول الله تعالى ذكره: فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر قال أبو جعفر: وأظن أن أصل ذلك من "عرار" ذكور النعام، وذلك دعاؤها بأصواتها إناثها، كما قال الشاعر: في وصفه دعاءها إناثها:

              يدعو العرار بها الزمار كما اشتكى ألم تجاوبه النساء العود

              .

              [ ص: 314 ] فإن كان ذلك أصله: "فالاعترار" : افتعال منه، وينبغي أن يقال في فعل منه، إذا كان سالما بغير زيادة: عر، وفي افتعل، اعتر، فهو يعتر اعترارا، وأن يكون المعتر، هو السائل الذي يسأل من أتاه، كما يدعو ذكر النعام أنثاه بصوته، وأن يكون أيضا من ذلك الخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا تعار من الليل تسوك،  وأن يكون تعار تفاعل من العرار والاعترار وهو أن يتكلم بذكر الله والثناء عليه، ونحو ذلك من الكلام.

              التالي السابق


              الخدمات العلمية