الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              وأما قوله: "إن عذابك بالكفار ملحق"  ، فإن معناه: إن عذابك بالكفار ملحق أنت، فاستغنى بذكره مكنيا عنه في قوله "عذابك" ، من إعادته مع قوله "ملحق" ، كما قال الفرزدق:

              ترى أرباقهم متقلديها إذا صدئ الحديد على الكماة

              يريد: ترى أرباقهم متقلديها هم، فاكتفى بذكر هم في قوله: أرباقهم، من إعادته بعد متقلديها، ومنه قول الآخر:

              أمسلمتي للموت أنت فميت

              .

              [ ص: 391 ] يريد: فميت أنا، فاكتفى بذكره الذي جرى في قوله: أمسلمتي مكنيا عنه، من إعادته بعد قوله فميت وأما قوله: "وإليك نسعى" ، فإنه يعني بقوله: "نسعى" ولك نعمل، والسعي " نفسه هو العمل، يقال منه: "سعى فلان لكذا" ، "وسعى هو يسعى سعيا" ، كما قال أعشى بني قيس بن ثعلبة:

              وسعى لكندة سعي غير مواكل     قيس فضر عدوها وبنى لها

              .

              [ ص: 392 ] يعني بقوله: "وسعى لكندة" ، وعمل لها، ومنه قول زهير بن أبي سلمى:

              سعى ساعيا غيظ بن مرة     بعد ما تبزل ما بين العشيرة بالدم



              التالي السابق


              الخدمات العلمية