721 - حدثنا ، قال: حدثنا ابن حميد ، قال: حدثنا أبو داود ، عن هشام الدستوائي ، عن قتادة ، أنس بن مالك مالك بن صعصعة وأتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض، يقال له: البراق، فانطلقت أنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان، إذ أقبل أحد الثلاثة بين الرجلين، فأتيت بطست من ذهب قد ملئ حكمة وإيمانا، فشق من النحر إلى مراق البطن، ثم أخرج القلب فغسل بماء زمزم، وملئ حكمة وإيمانا، وجبريل حتى أتينا السماء الدنيا، فاستفتح جبريل ، فقيل: من هذا؟ فقال: محمد ، قيل: وقد أرسل إليه، قال: نعم، فقالوا: مرحبا ولنعم المجيء جاء، ففتح لنا فدخلنا، فأتيت على آدم فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من ابن ونبي، ثم أتينا السماء الثانية فاستفتح جبريل ، فقيل: من معك؟ فقال: محمد ، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: مرحبا به، ولنعم المجيء جاء، ففتح لي، فأتيت على عيسى ابن مريم، فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبي، ثم أتينا السماء الثالثة، فاستفتح جبريل ، فقيل: من معك؟ فقال: محمد ، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على يوسف فسلمت عليه فقال: مرحبا بك من أخ ونبي، ثم أتينا السماء الرابعة فاستفتح جبريل ، فقالوا: من معك؟ قال: محمد ، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: مرحبا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على إدريس فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبي، قال هشام: وكان إذا أتى على هذا الموضع تلا هذه الآية: قتادة ورفعناه مكانا عليا
ثم أتينا السماء الخامسة فاستفتح جبريل ، قيل: من معك؟ قال: محمد ، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: مرحبا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على هارون فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبي، ثم أتينا السماء السادسة فاستفتح جبريل ، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، فقالوا: مرحبا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على موسى فسلمت عليه، فقال: مرحبا [ ص: 424 ] بك من أخ ونبي، فلما جاوزته بكى، فقيل: ما يبكيك؟ فقال: يا رب، هذا قد بعث بعدي، يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي ثم أتينا السماء السابعة فاستفتح جبريل ، فقالوا: ومن معك؟ قال: محمد، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: مرحبا، ولنعم المجيء جاء، فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من ابن ونبي، ثم رفعت لنا سدرة المنتهى، فسألت جبريل ، فقال: هذه سدرة المنتهى، وإذا ثمرها كالقلال، وورقها كآذان الفيلة، ورأيت في أصلها أربعة أنهار، نهران باطنان، ونهران ظاهران، فسألت جبريل ، فقال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات، ورفع لنا البيت المعمور فسألت جبريل ، فقال: هذا البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لا يعودون فيه آخر ما عليهم، وفرضت علي خمسون صلاة، فانطلقت حتى أتيت على موسى، فقال لي: ما صنعت؟ فقلت: "فرضت علي خمسون صلاة" ، فقال: إني أعلم بالناس منك، وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، وإن أمتك لن تطيق ذلك، فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عنك، فرجعت فسألته أن يخفف عني، فجعلها أربعين، فأتيت على موسى، فقال: ما صنعت؟ فقلت: "جعلها أربعين" ، فقال: إني أعلم بالناس منك، وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، وإن أمتك لن تطيق ذلك، فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عن أمتك، فرجعت فسألته أن يخفف عني، فجعلها ثلاثين، فأتيت على موسى، فقال: ما صنعت؟ فقلت: "جعلها ثلاثين" ، قال: إني أعلم بالناس منك، وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، وإن أمتك لن تطيق ذلك، فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عنك، فرجعت إلى ربي فسألته أن يخفف عني، فجعلها عشرين، فأتيت على [ ص: 425 ] موسى، فقال: ما صنعت؟ فقلت: "جعلها عشرين" ، فقال: أنا أعلم بالناس منك، وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، وإن أمتك لن تطيق ذلك، فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عنك، فرجعت إلى ربي فسألته أن يخفف عني، فجعلها خمس عشرة، فأتيت على موسى، فقال: ما صنعت؟ قلت: جعلها خمس عشرة "، فقال: إني أعلم بالناس منك، وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، وإن أمتك لن تطيق ذلك، فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عنك، فرجعت إلى ربي فسألته أن يخفف عني، فجعلها عشرا، فأتيت على موسى، فقال: ما صنعت؟ فقلت: "جعلها عشرا" ، قال: إني أعلم بالناس منك، وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، وإن أمتك لن تطيق ذلك، فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عنك، فرجعت إلى ربي فسألته، فوضع عني خمسا، فأتيت على موسى، فقال: ما صنعت؟ فقلت: "حط عني خمسا" ، فقال: إني أعلم بالناس منك، وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، وإن أمتك لن تطيق ذلك، فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عنك، فقلت: " قد استحييت، كم أرجع إلى ربي وقد رضيت وسلمت، قال: فنودي: إني قد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي، وأجزي بالحسنة عشر أمثالها " . عن
[ ص: 426 ]