ذكر البيان عما في هذه الأخبار من الغريب:
فمن ذلك قول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ليلة عرج به: ابن عباس "ما مررت بملأ من الملإ الأعلى إلا أمروني بالحجامة" ، يعني بقوله: "ليلة عرج به" صعد به، يقال منه: عرج فلان إلى كذا، إذا صعد إليه، وعلا عليه، وهو يعرج إليه، عرجا وعروجا، ومنه قول الله تبارك وتعالى: تعرج الملائكة والروح إليه .
ولقولهم: "عرج" وجه ومعنى غير ما ذكرنا، وهو أن يمشي الرجل مشية العرجان، يقال: إذا فعل ذلك: "عرج فلان" ، بفتح العين والراء، فهو يعرج عرجانا "، فأما إذا صار العرج منه خلقة، قيل: "عرج، بفتح العين وكسر الراء، فهو يعرج عرجا" . وإن شددت الراء منه كان معنى غير ذلك، فيقال: عرج فلان على القوم فهو يعرج عليهم تعريجا، إذا مال واحتبس عليهم فإن فعل ذلك فاعل بغيره قيل: "عرج فلان فلانا علينا فهو يعرجه علينا تعريجا" ، وذلك إذا حبسه عليهم وميله إليهم .
[ ص: 537 ]