القول في البيان عما في هذا الخبر من الغريب: 
فمن ذلك قول  ابن عمر   : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح على الراحلة،  يعني بقوله يسبح يصلي التطوع، ويقال للصلاة التطوع السبحة، يقال: سبح فلان سبحة الضحى يسبحها تسبيحا إذا صلى صلاة الضحى. وللتسبيح وجه آخر، فمن ذلك قولهم: "سبحان الله" ، يعنى به تنزيه الله مما ينسب إليه المشركون من اتخاذ الصاحبة والولد، وتبرئة له مما أضافوه إليه مما تعالى عنه وتنزه . 
 [ ص: 549 ] ومنه: الاستثناء، كما قال تبارك وتعالى، مخبرا عن قول بعض أصحاب الجنة الذين أقسموا ليصرمنها مصبحين  ولا يستثنون  ، إذ قال: ألم أقل لكم لولا تسبحون  يعني بذلك: لولا تستثنون في قسمكم وقولكم ليصرمنها مصبحين   . 
ومنه: الفراغ من الأمر يكون فيه الرجل لحاجات نفسه، يقال فيه بالتشديد والتخفيف، والتخفيف أغلب عليه، ومنه قول الله تعالى ذكره إن لك في النهار سبحا طويلا  ، يعني بالسبح الفراغ والاتساع للتصرف في أمور نفسه . 
 [ ص: 550 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					