الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              القول في البيان عما في هذا الخبر من الفقه، وعن معناه

              إن قال لنا قائل: فما أنت قائل في هذا الخبر، أصحيح عندك أم سقيم؟ فإن قلت: هو سقيم، قيل لك: وما الذي أسقمه، ورواته عندك ثقات؟ وإن قلت: هو صحيح، قيل لك: أفتقول: إن الماء لا ينجسه شيء؟ وإن قلت: نعم، قيل لك: فما أنت قائل في الماء إذا غلب عليه لون النجاسة، وريحها أو طعمها، أنجس هو أم غير نجس؟  فإن قلت: هو نجس، قيل لك: فقد خالفت ظاهر هذا الخبر، وذلك أن ظاهره أنه لا ينجسه شيء، وقد قضيت أن النجاسة قد نجسته بغلبتها عليه باللون أو الطعم أو الريح، وإن قلت: هو غير نجس، وأجزت التطهر به، خالفت بذلك من القول ما عليه الأمة مجمعة من حكمها له بالنجاسة، وراثة عن نبيها، وقيل لك مع ذلك: ما جعله إذا غلبت عليه النجاسة حكم الماء به أولى من حكم النجاسة؟ قيل له: إن السلف من علماء الأمة مختلفون في معنى هذا الخبر، أو في حكم الماء إذا حلت فيه نجاسة، فلم تغير له لونا، ولا طعما، أو غيرت ذلك منه. فقال بعضهم بتصحيحه واستعمال ظاهره، وقال: الماء لا ينجسه شيء .

              [ ص: 711 ] ذكر من قال ذلك

              التالي السابق


              الخدمات العلمية