فمن ذلك قول هل سمعتم فيما سمعتم عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في عمر: يقال منه : أوهم الرجل في الحساب : إذا أسقط منه شيئا . الرجل إذا أوهم في صلاته - يعني بقوله : أوهم - أسقط ،
وأوهم في صلاته إذا أسقط منها ركعة أو أكثر أو أقل ، فهو موهم إيهاما .
فأما قولهم : وهمت : بفتح الواو ، وكسر الهاء ، فإنه معنى غير ذلك ، ومعناه غلطت ، يقال فيه : وهمت ، فأنا أوهم وهما .
وأما قولهم : وهمت إلى كذا ، فأنا أهم - بفتح الهاء - فمعنى غير هذين .
ومعناه : ذهب وهمي إليه .
[ ص: 69 ] يقال فيه : وهمت إلى كذا ، فأنا أهم إليه وهما .
وأما قول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في الحديث الذي ذكرناه عنه أنه قال : " إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر وليسجد سجدتين " ، ابن مسعود فإنه يعني بقوله : فليتحر : فليتعمد . عن
ومنه قول امرئ القيس بن حجر :
ديمة هطلاء فيها وطف طبق الأرض تحرى وتدر
يعني بقوله : تحرى : تعمد .وأما قوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في حديث عنه : أبي هريرة " إذا نادى المنادي بالأذان أدبر الشيطان، وله حصاص ، فإذا سكت أقبل ، فإذا ثوب أدبر " .
يعني بقوله : وله حصاص : وله ضراط .
وأرى أن أصله من قولهم : قد انحص شعر فلان .
إذا ذهب .
ومن ذلك قول أبي قيس بن الأسلت :
قد حصت البيضة رأسي فما أطعم نوما غير تهجاع
وأما قوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فإذا ثوب : فإنه يعني [ ص: 70 ] بقوله : ثوب صرخ بالإقامة مرة بعد مرة ، ورجع .
وكل مردد صوتا بشيء ، فهو مثوب .
ولذلك قيل للمرجع صوته في الأذان بقوله : الصلاة خير من النوم مثوب .
وأصله - إن شاء الله - من ثاب فلان إلينا .
إذا رجع .
ومنه قول الله تعالى ذكره : وإذ جعلنا البيت مثابة للناس بمعنى أنهم : إذا انصرفوا عنه رجعوا إليه .
يقال منه : ثوب فلان بكذا ، فهو يثوب به تثويبا .
والرجل مثوب .
وذلك إذا صرخ ، وكرر الصراخ .
ومنه قول الفرزدق بن غالب :
وبهن ندفع كرب كل مثوب وترى لها خددا بكل مجال