الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              113 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : " كنا نتحدث إلى أبي موسى الأشعري ، قال : فقال لنا ذات يوم : لا عليكم أن تجفوا ; فإن هذا الوجع قد وقع في أهلنا ، فمن شاء منكم أن يتنزه فليتنزه .

              واحذروا أن يقول رجل : خرج رجل فعوفي! وجلس رجل فأصيب ، لو كنت جلست كما جلس آل فلان أصبت كما أصيب آل [ ص: 86 ] فلان .

              وأن يقول : إن جلس فأصيب : لو كنت خرجت كما خرج آل فلان عوفيت كما عوفي آل فلان ; فإني سأحدثكم في الطاعون : إن عمر كتب إلى أبي عبيدة في الطاعون الذي وقع بالشام أنه عرضت لي حاجة لا غنى بي عنك فيها ; فإذا أتاك كتابي ، فإني أعزم عليك إن أتاك ليلا ألا تصبح حتى ترد ، وإن أتاك نهارا ألا تمسي حتى ترد إلي .

              فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب قال : قد عرفت حاجة أمير المؤمنين : أراد أن يستبقي من ليس بباق ثم كتب : إني قد عرفت حاجتك التي عرضت لك فحللني من عزمتك يا أمير المؤمنين فإني في جند المسلمين ولن أرغب بنفسي عنهم .

              قال : فلما قرأ عمر الكتاب بكى قال : فقيل له : توفي أبو عبيدة ؟ قال : لا وكان قد قال .

              فكتب إليه عمر: إن الأردن أرض عمقة ، وإن الجابية أرض نزهة ، فاظهر بالمسلمين إلى الجابية .

              قال : فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب قال : هذا نسمع فيه أمير المؤمنين ، ونطيعه .

              قال : فأمرني أن أركب فأبوئ الناس منازلهم .

              قال : فقلت إني لا أستطيع قال : فقال لي : لعل المرأة طعنت ؟ قال : قلت : أجل .

              قال : فذهب ليركب فوجد وخزة فطعن ، وتوفي أبو عبيدة ، وانكشف الطاعون "
                .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية