الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              200 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا سفين ، عن مجمع ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " بلوا أرحامكم ولو بالسلام " .  

              فأعلم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أن المتعاهد لأهل رحمه بالسلام خارج من معنى قاطعيها ، وداخل في معنى واصلها .

              فواصلها إنما هو أعلى من ذلك ، وأكثر ، وأولى ، وأحق بأن يكون خارجا من معاني القطيعة .

              فإن قال لنا قائل : متى يستحق المرء اسم قاطع ، إذ كان المتعاهد [ ص: 146 ] لأهل رحمه بأدنى البر بهم : كالسلام ونحوه غير مستحق اسم قاطع ، مع منعه إياهم فضول ماله ، ونوافل فضله ، ومعروفه ، وتركه معونتهم عند نوائب تنوبهم : بنفسه وماله ، وذلك هو المعروف عند الناس من القطع ؟ قيل : إن ذلك ، وإن كان غير حميد من الأفعال ، ولا رشيد من الأخلاق ، فغير القطع الذي توعد الله عليه العقاب صاحبه بقوله : فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم .

              ووردت الأخبار فيه عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - التي :

              التالي السابق


              الخدمات العلمية