الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              ( القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب )

              فمن ذلك قول خالد البجلي : سألت سعيد بن المسيب عن الصلاة على الجنازة  فزبرني - يعني بقوله : فزبرني : فانتهرني ، وأصله : الضرب [ ص: 196 ] على الزبرة والزبرة : أعلى الكاهل من كل إنسان ، ونهيمه : وهو موضع مجتمع الشعر من أعلى كاهل الأسد ، ولذلك قيل للأسد : مزبراني ، كما قال أوس بن حجر : (كالمزبراني عيال بأوصال ) يقال منه : زبر فلان فلانا يزبره زبرا : إذا ضربه على ذلك الموضع ، ثم استعمل ذلك وكثر حتى قيل لكل منتهر غيره وزاجره عن شيء : زبره .

              أما قول ابن عون : فظننته اقتضبه ساعتئذ ، فإنه يعني بقوله : اقتضبه : افتعله ابتداء ، واقتطعه من الدعاء .

              وأصل القضب القطع .

              ومن ذلك قيل للقضيب : قضيب ; لأنه عود قطع من الشجر .

              وإنما هو مقضوب بمعنى : مقطوع ، صرف إلى فعيل .

              كما قيل للمقتول : قتيل ، وللمجروح : جريح .

              يقال منه : قضب فلان كذا ، فهو يقضبه قضبا ، واقتضبه يقتضبه اقتضابا .

              ومنه قول ذي الرمة :

              كأنه كوكب في إثر عفرية مسوم في سواد الليل منقضب

              يعني بالمنقضب : المنقطع من سائر الكواكب وغيره : ومنه قول الآخر :

              لم تدر ما نسج اليرندج قبله     وقضاب أعوص دارس متخدد

              [ ص: 197 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية