الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              353 - حدثنا نصر بن عبد الرحمن الأودي ، قال : حدثنا أبو قطن ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله ، عن أبي فاختة ، عن الأسود ، عن عبد الله ، قال : " إذا صليتم على رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فأحسنوا عليه الصلاة  قالوا : علمنا قال : قولوا : اللهم اجعل صلواتك ، وبركاتك ، ورحمتك على سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، محمد عبدك ورسولك ، إمام الخير ، وقائد الخير ، ورسول الرحمة .

              اللهم ابعثه مقاما محمودا ، يغبطه به الأولون والآخرون ، صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد " .

              [ ص: 224 ] فإن قال : قد علمنا صحة ما ذكرت من أن المصلي على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - مخير في الصلاة عليه بأي هذه الصلوات التي جاءت بها الآثار ، وقالتها العلماء من الصحابة ، وغير ذلك مما شاء المصلي عليه أن يصلي عليه ، بعد أن يكون ذلك دعاء له بما يثبت : فهل الصلاة عليه فرض واجب ، أم هي نافلة فضل ؟ فإن قلت : هي فرض واجب .

              ففي أي حال هي لازمة المرء المسلم ؟ وإن قلت : هي نافلة فضل .

              فما البرهان على صحة ذلك ؟ فظاهر التنزيل بذلك ظاهر مر .

              ومن قولك إن ما كان في كتاب الله أو خبر عن رسول الله .

              - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من أمر ، فهو على الفرض دون الندب إلا أن تقوم حجة للعذر قاطعة بأنه على الندب دون الفرض ؟ قيل : الصلاة التي أمر الله - جل ذكره - بها عباده المؤمنين على نبيه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في كتابه بقوله : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما : ندب من الله - جل ثناؤه - عباده المؤمنين إليها ، ونافلة فضل من فاعلها ، إذا فعلها ، ولا حال من الأحوال هي أولى بالصلاة فيها عليه من غيرها ، بل من الحق أن يصلى عليه في كل حال ، وإن كان قد روي عنه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أخبار بأنه كان يأمر بذلك في بعض أحوال المرء أكثر مما كان يأمر به في غيره من الأحوال ، وذلك حال ذكر اسمه أو سماعه ذكر اسمه من غيره ، وفي يوم الجمعة : في أسانيدها نظر ، وذلك ما : [ ص: 225 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية