( القول في البيان عن معاني هذه الأخبار )
إن قال لنا قائل : قد علمت اختلاف ألفاظ هذه الأخبار ، وزيادة بعض رواتها في روايته ما روى من ذلك على بعض ، وتقصير بعضهم [ ص: 221 ] ما روى منه عن رواية غيره : فما الصواب من ذلك عندك ، والصحيح من الرواية فيه ؟ .
قيل : كل ذلك - عندنا - صواب صحيح وأي ذلك استعمله مستعمل في فمحسن وإنما اختلاف الرواة في رواياتهم ما رووا عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - نظير اختلافهم في رواياتهم ما رووا عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في دعائه للميت في الصلاة على الجنازة ، إذ كان المصلي عليها مخيرا في دعائه له حينئذ أن يتخير ما شاء وأحب من الدعاء بعد أن يدعو للميت بخير . الصلاة على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -
وإن كان أحب ذلك - إلينا - أن يدعو له به : أفضله وأبلغه ، فكذلك الصلاة على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - دعاء له ، فأحبه - إلينا - أفضله وأبلغه في الدعاء له ، والمسألة .
وإن كان أدناه مجزئا ، إذ كان المسلمون غير محصورين من ذلك على دعاء لا يتجاوز فيه ، ولا يقصر عنه .
ولما قلنا : من أن المسلمين غير محصورين في ذلك على أمر لا يزاد فيه ، ولا ينقص منه : اختلفت الأخبار الواردة فيه عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - والآثار المنقولة عن الصحابة فإن قال لنا قائل : فاذكر لنا بعض الآثار المنقولة عن الصحابة باختلافهم في ذلك ; لنعلم بذلك حقيقة ما وصفت : أن المسلمين غير محصورين في ذلك على دعاء بعينه دون غيره من الدعاء قيل :