الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              ( القول في البيان عن معاني هذه الأخبار )

              إن قال لنا قائل : قد علمت اختلاف ألفاظ هذه الأخبار ، وزيادة بعض رواتها في روايته ما روى من ذلك على بعض ، وتقصير بعضهم [ ص: 221 ] ما روى منه عن رواية غيره : فما الصواب من ذلك عندك ، والصحيح من الرواية فيه ؟ .

              قيل : كل ذلك - عندنا - صواب صحيح وأي ذلك استعمله مستعمل في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -  فمحسن وإنما اختلاف الرواة في رواياتهم ما رووا عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - نظير اختلافهم في رواياتهم ما رووا عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في دعائه للميت في الصلاة على الجنازة ، إذ كان المصلي عليها مخيرا في دعائه له حينئذ أن يتخير ما شاء وأحب من الدعاء بعد أن يدعو للميت بخير .

              وإن كان أحب ذلك - إلينا - أن يدعو له به : أفضله وأبلغه ، فكذلك الصلاة على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - دعاء له ، فأحبه - إلينا - أفضله وأبلغه في الدعاء له ، والمسألة .

              وإن كان أدناه مجزئا ، إذ كان المسلمون غير محصورين من ذلك على دعاء لا يتجاوز فيه ، ولا يقصر عنه .

              ولما قلنا : من أن المسلمين غير محصورين في ذلك على أمر لا يزاد فيه ، ولا ينقص منه : اختلفت الأخبار الواردة فيه عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - والآثار المنقولة عن الصحابة فإن قال لنا قائل : فاذكر لنا بعض الآثار المنقولة عن الصحابة باختلافهم في ذلك ; لنعلم بذلك حقيقة ما وصفت : أن المسلمين غير محصورين في ذلك على دعاء بعينه دون غيره من الدعاء قيل :

              التالي السابق


              الخدمات العلمية