478 - حدثني ، قال : حدثنا ابن عبد الرحيم البرقي ، قال : سئل عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي ؟ قال : " قدر مؤخرة الرحل : ثلاثة أستار " . السترة ، كم تكفي
والصواب من القول في ذلك - عندنا - قول من قال : قدر ذلك : ذراع ونحوها ; وذلك أن ذلك كذلك يتخذ للرواحل .
وإن زاد على قدر ذلك لم نكرهه ; وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إنما أخبر السائل عن حد ما يستره ، ولم يحظر عليه الزيادة على قدر ما بين له أنه يجزئه وفي الأخبار الواردة عنه أنه كان تحمل له الحربة ، والعنزة ، فتركزان له ، فيصلي إلى هذه مرة ، وإلى هذه أخرى : أوضح البيان عن أن ما كان - أبدا - على قدر مؤخرة الرحل من السترة للمصلي - إن لم يكن أحسن - لم يكن أقبح .
وقد روي عن جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وغيرهم من سلف العلماء ، أنهم كانوا يستترون في صلاتهم بمثل آخرة الرحل ، وعن بعضهم أنه كان يستتر بأطول منها ، وعن بعضهم بأصغر منها نذكر ما روي عنهم في ذلك ، ثم نتبعه البيان عن سبيل العمل فيه ، إن شاء الله .
[ ص: 280 ]