( ذكر من حدث هذا الحديث عن أبي سلمة فجعله عنه عن طلحة ولم يدخل بينهما ) أبا هريرة
678 - حدثني ، قال: حدثنا محمد بن معمر البحراني أبو عامر ، قال: حدثنا ، عن عبد العزيز بن محمد يزيد بن عبد الله ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة ، عن " طلحة بن عبيد الله: بلي قدما على رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وكان إسلامهما جميعا، وكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر، فغزا المجتهد منهما، فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي.
قال طلحة: بينا أنا عند باب الجنة إذ أتي بهما فخرج خارج، فأذن للذي توفي الآخر منهما، ثم رجع فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع، فإنه لم ينأ لك بعد! وأصبح طلحة يحدث الناس عجبا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - [ ص: 370 ] وحدثه الحديث، فقال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "
قالوا: يا رسول الله هذا كان أشد الرجلين اجتهادا، ثم استشهد في سبيل الله، فدخل الآخر الجنة قبله فقال: " أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ " قالوا: بلى قال: " وأدرك رمضان وصامه، وصلى كذا وكذا سجدة في السنة؟ ".
قالوا: بلى! قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: " فلما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض ". من أي ذلك تعجبون؟ ". أن رجلين من
[ ص: 371 ]
679 - وحدثني ، قال: حدثنا ابن عبد الرحيم البرقي ، قال: أخبرنا ابن أبي مريم يحيى بن أيوب ، قالا: حدثنا وابن لهيعة ابن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن " أن رجلين قدما على رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ثم ذكر مثله، غير أنه قال في حديثه: " ثم رجع إلي، وقال: ارجع; فإنه لم يأن لك بعد ". طلحة بن عبيد الله:
وقد وافق طلحة في رواية معنى هذا الخبر: عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - جماعة من أصحابه، نذكر ما صح من ذلك - عندنا - سنده، ثم نتبع جميعه البيان، إن شاء الله.
( ذكر ذلك )
680 - حدثنا ، قال: حدثنا ابن حميد جرير ، عن منصور ، عن عمرو بن مرة الجملي ، عن ، قال: كنا عند فلان - وعندنا عمرو بن ميمون الأودي - فحدثنا عبد الله بن ربيعة ، عن عبد الله بن ربيعة - وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: " عبيد بن خالد آخى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بين رجلين فاستشهد أحدهما، وبقي الآخر بعده عاما، ثم مات فاتبعنا جنازته، ومعنا نبي الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فجعلنا ندعو الله ونرغب إليه أن يلحقه بصاحبه فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: أيهما تعدون أفضل؟ فقلنا: الله ورسوله أعلم ثم قلنا: الشهيد أفضلهما فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: " ألا تعدون لهذا فضيلته: صلاته، وعمله بعد عمله لما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض ".
[ ص: 372 ]