الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن قصر الصلاة في السفر -غير مبلغ عدد صلاة المقيم   -رخصة من الله عز وجل للمسافر وتخفيف منه عنه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال ابن عباس لسائله عن ذلك: سنة أبي القاسم، وإن رغمتم.

              وقال ابن عمر إذ سئل عن ذلك: إنا وجدنا نبينا صلى الله عليه وسلم يعمل عملا عملنا به.

              وذلك من حكم قول الله عز وجل: وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا بمعزل؛ وذلك أن هذه الآية نزلت فيما ذكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ تعليما من الله عز وجل له صلاة الخوف عند معاينته العدو المخوفة غائلته، المحذور بائقته، إذا هو صلى صلاة الآمن المطمئن.

              وبالذي قلنا في ذلك تواترت الأخبار عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتابعت عليه أقوال أهل التأويل.

              وقد استقصينا ذكر أقوالهم، واختلاف المختلفين في ذلك في كتابنا المسمى (جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، غير أنا نذكر في هذا الموضع بعض ذلك؛ ليعلم قارئ كتابنا هذا صحة ما قلنا في ذلك. [ ص: 264 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية