الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              610 - حدثنا أحمد بن عبدة الضبي ، حدثنا أبو عوانة ، عن مغيرة ، قال: أتي إبراهيم يوم عرفة، قال: "أحسبه بماء" فشرب. قال: " فكان إذا قيل: تكره صوم هذا اليوم؛ لأنه يوم عيد؟ قال: لا.

              قيل: فيصام؟ قال: من شاء صام
                [ ص: 369 ]

              وإذ كان مختلفا في صومه الاختلاف الذي ذكرنا، ولم يكن بالنهي عن صومه بغير عرفة خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت لا يحتمل تأويلا، وكان الله عز وجل قد وصف الصائمين في كتابه بما وصفهم به فيه بقوله تعالى: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات إلى قوله تعالى: والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ، حاثا لهم بذلك على الصوم؛ كان الواجب علينا أن نقضي لكل صائم متقرب بصومه إلى الله عز وجل -إذ كان بالصفة التي وصفه الله عز وجل بها -أن له من الله تعالى مغفرة وأجرا عظيما، إلا صائما صوما متقربا بصومه إلى الله تعالى، أخرجه من أن يكون ممن أعد له المغفرة والأجر العظيم ربنا تبارك وتعالى، إما في كتابه، أو على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

              التالي السابق


              الخدمات العلمية