الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
986 - حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا الربيع بن ثعلب، نا أبو إسماعيل المؤدب، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي، عن أبي الغادية الشامي؛ قال: [ ص: 357 ] [ ص: 358 ] قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجابية على جمل أورق، تلوح صلعته بالشمس،  ليس عليه قلنسوة ولا عمامة، تصطفق رجلاه بين شعبتي رحله بلا ركاب، وطاؤه كساء أنبجاني من صوف، هو وطاؤه إذا ركب وفراشه إذا نزل، حقيبته محشوة ليفا، وهي [ ص: 359 ] حقيبته إذا ركب ووسادته إذا نزل، عليه قميص من كرابيس قد دسم وتخرق جيبه، فقال: ادعوا لي رأس القرية. فدعوه له، فقال: اغسلوا قميصي وخيطوه وأعيروني قميصا أو ثوبا. فأتي بقميص كتان، فقال: ما هذا؟ قالوا: كتان. قال: وما الكتان؟ فأخبروه، فنزع قميصه، فغسل ورقع، فلبسه. فقال له رأس القرية: أنت ملك العرب، وهذه بلاد لا تصلح بها الإبل. فأتي ببرذون، فطرح عليه قطيفة بلا سرج ولا رحل، فركبه، فلما سار هنيهة قال: احبسوا احبسوا، ما كنت أظن الناس يركبون الشيطان قبل هذا! هاتوا جملي. فأتي بجمله فركبه

التالي السابق


الخدمات العلمية