الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1016 - حدثنا محمد بن موسى بن حماد، نا محمد بن سهل الأزدي، عن هشام بن محمد، عن أبيه؛ قال: [ ص: 387 ] [ ص: 388 ] [ ص: 389 ] [ ص: 390 ] [ ص: 391 ] [ ص: 392 ] أقبل قوم من اليمن يريدون النبي صلى الله عليه وسلم، فأضلوا الطريق وفقدوا الماء،  فمكثوا ثلاثا لا يقدرون على الماء؛ فجعل الرجل منهم يستذري بفيء السمر أو الطلح آيسا من الحياة، حتى خفت كلامهم من العطش، فبينما هم كذلك أقبل راكب وهو ينشد بيتين لامرئ القيس:

(ولما رأت أن الشريعة همها وأن البياض من فرائصها دام)      (تيممت العين التي عند ضارج
يفيء عليها الظل عرمضها طام)

فقال الركب: من يقول هذا؟ قال: امرئ القيس. فقالوا: فأين ضارج؟ فقال: هو ذا خلفكم. فانحرفوا إليه؛ فإذا غدق، وإذا عليه العرمض، والظل يفيء عليه، فشربوا منه وحمدوا ربهم، وحملوا حتى بلغوا الماء، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبروه، وقالوا: أحيانا بيتان من الشعر لامرئ القيس! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ذاك رجل مذكور في الدنيا، شريف فيها، منسي في الآخرة، خامل فيها، يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء إلى النار"


[ ص: 393 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية